يا إلهي . .. كم أعشق هذا الشخص ...رغم إحساسي بأنه لا يبادلني نفس المشاعر .. . أحب أن أراه سعيدا حتى لو على
حساب سعادتي. .. فكل يوم يمضي من عمري يزداد حبه في قلبي ... أشعر به كنسمة تداعب وجهي ... كلحن يعزف على أوتار قلبي... أشعر أنه حلم
وسيأتي اليوم الذي أصحو منه وليس في يدي سوى أن أتمنى أن أطيل في ذلك العالم الذي أشعر فيه أني أسعد إنسانة بهذا الوجود ..أقوى من كل الآلام ... ولكن فجأة وفي ذروة سعادتها تفاجأت بذلك الكابوس الذي انقض عليه كالسكين...يقطع قلبها ويطعن جوفها ..وهي عاجزة عن
الدفاع عن نفسها مكتفة اليدين أمامه . .. لاتملك سوى عينين دامعتين تنظر إليه في استعطاف وتوسل ولكنه يعاقبها على حبها
لأروع انسان في نظرها ...
تتعذب منه بشدة وتصرخ ::يكفي ... عندما هاجمها الألم وصفعها وبدأ بتعذيبها ... فجأة راع أذنيها صوت غاضب ثائر خرج من أعماق الصمت .. وهو
يصرخ قائلا:: لماذا ظلمتيني ؟؟ لماذا دست علي لكسب رضاه ؟؟ لماذا أحببتيه رغما عني ؟؟ قاطعته قائلة:: من أنت ؟؟ رد عليها ::ألم تعرفيني ؟؟ أنا أضعف جزء فيك .. أنا الذي أتمنى كثيرا ولكن أكثر أمنياتي تبوء للفشل بسببك أنت ..... أنا قلبك . .أخذت تبكي وهي تتوسل إليهم::يكفي أرجوكم اتركوني .. ولكن الجميع أخذ يعاتبها ويلقي عليها باللوم .. . أغمضت عينيها وأجهشت على نفسها بالبكاء ...
فجأة ..فجأة ... لفت انتباهها صوت مألوف لها كأنه بأتي من أعماقها ...أصغت جيدا .. فإذا هو غناء لصوت لطالما عشقته ...أدخل في قلبها بعض الأمل
ابتسمت .. وأخذت تتلفت في كل مكان وحين وجدته نهضت من مكانها والفرحة تغمر قلبها . . نست همومها وأحزانها وهمت بالركض إليه ..إلا أن عقلها
أوقفها حين قال : لاتذهبي إلى من لايريدك أجابت في حزم : بلى هو يحبني وهولي أنا وحدي ..
قاطعتها جروحها : لاتخدعي نفسك وتوهميها ..
آلمها كلامهم وغرقت في التفكير مرة أخرى . .إلى أن عاد صوته عاليا هذه المرة .. فنظرت اليه فابتسم لها .. عنده لم تتمالك نفسها وركضت
نحوه غير مكترثة بكل من حولها .. وسمعت صوت ضميرها يصرخ : إذا ذهبت فابقي عنده ولاتفكري في العودة فلقد حذرناك بما فيه الكفاية
قالت في نفسها : من الآن فصاعدا لن أحتاج لأحد وسأعيش مابقي من حياتي معه.. أكملت طريقها وعندما اقتربت منه ركض هو أيضا إليها وحين وصلت إليه متعبة تود الإرتماء في أحضانه . .
إذا به يتركها ويذهب خلفها راكضا . . تعجبت من تصرفه هذا وتوقفت مكانها تنظر إليه.. .ولكن سرعان ما تلاشى أدنى شعور في
داخلها حين رأتها واقفة خلفها على التله وعلى محياها ابتسامة نصر بعد أن وصل إليها وضمها .
استيقظت من النوم فزعة . نظرت حولي فإذ أنا في غرفتي على سريري وبيدي قلمي وبجانبي دفتر مذكراتي .. .. آآآآه لقد كنت أكتب ولكن النعاس غلبني .. ونمت ..