اسرائيل تمارس سياسة تطهير عرقي في القدس وعليها الالتزام بمسار السلام الذي حددته قرارات الامم المتحدة ".
"المطلوب تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة مرتبطة برفع الحصاروفتح المعابر".
القول الاول منسوب للرئيس محمود عباس الذي شن هجوما لاذعا على الحكومة الاسرائيلية خلال كلمته في المؤتمر الاسلامي المنعقد في داكار عاصمة السنغال.
والقول الثاني منسوب لرئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية خلال كلمته في حفل تخريج لطلبة الجامعة الاسلامية.
ومن المفارقات في الــ24 ساعة الاخيرة كان تبادل الادوار الغريب بالتصريحات المتناقضة بالعادة .
فكلمة الرئيس عباس اعتبرت ساخنة وعدائية من قبل مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي اصدر احتجاجا شديد اللهجة وهاجم خطاب الرئيس كما لوحظ الهجوم الواضح من قبل المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية الذي شن هجوما على سياسة الاغتيالات والاجتياحات ،كما حملت السلطة وزير الجيش الاسرائيلي ايهود براك مسؤولية فشل الخطة الامنية في الضفة الغربية، وبشكل مقصود ومبرمج لاظهارها بمظهر الضعيف واستمرار نغمة ان السلطة ضعيفة ولا يمكن ان تكون شريكا في عملية السلام او لاي اتفاق وذلك بغرض استمرار حالة الاستباحة الاسرائيلية للارضي الفلسطينية في الضفة وكذلك استمرار الحصار والهجوم على القطاع بحجة وجود حماس "الارهابية" التي لا يمكن التفاوض معها على حد زعم الساسة في اسرائيل.
اما القول الثاني الذي جاء على لسان رئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية فانه ارتبط بشروط قديمة جديدة كانت قد رفضت من قبل حركة حماس فيما مضى تحت شعار ان لاهدنة دون ثمن بينما جاء طرح هنية الاخير ان الهدنة مقابل وقف الاعتداءات ورفع الحصار وفتح المعابر ولا وجود لشروط قديمة مثل الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة عام 67 ، ولا حتى ما عرف بمبادرة احمد يوسف.
والمفارقة تطرح تساولات لدى العديد من المراقبين فهل هناك لغة خطاب سياسي جديدة لدى السلطة الفلسطينية بمواجهة التجاوزات الاسرائيلية التي تضعف السلطة وتنال من هيبتها مقابل لغة جديدة لدى حماس تهدف لملء الفراغ السياسي في قطاع غزة بعد سيطرتها عليه ميدانيا من خلال تفاوض عبر طرف ثالث ممثلا بمصر وبالتالي يتحقق لحماس تكامل في السيطرة الميدانية والسياسية على غزة في حين يتحقق لاسرائيل النجاح في كبح جماح حماس وادخالها للعربة التفاوضية وزيادة الشرخ القائم بين الضفة والقطاع وترسيخ مبدأ الكيانين الفلسطينيين؟
ويبقى السؤال الملح هل تلك التصريحات مجرد مصادفة عابرة ؟ ام هي تكتيك جدبد ؟